المادة    
‏الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فنواصل ما بدأناه فنقول: وأما التشنيع الثاني فيبدأ من قول الشارح: [ويندفع أيضاً بتشنيع من قال: ما حكم من آمن ولم يسلم، أو أسلم ولم يؤمن؛ في الدنيا والآخرة؟ فمن أثبت لأحدهما حكماً ليس بثابت للآخر ظهر بطلان قوله، ويقال له في مقابلة تشنيعه: أنت تقول المسلم هو المؤمن؛ والله تعالى يقول: (( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ ))[الأحزاب:35] الآية، فجعلهما غيرين، وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مالك عن فلان، والله إني لأراه مؤمناً؟! قال: أو مسلماً، قالها ثلاثاً )، فأثبت له الإسلام، وتوقف في اسم الإيمان، فمن قال: هما سواء؛ كان مخالفاً، والواجب رد موارد النزاع إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد يتراءى في بعض النصوص معارضة ولا معارضة بحمد الله تعالى، ولكن الشأن في التوفيق وبالله التوفيق.
وأما الاحتجاج بقوله تعالى: (( فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))[الذاريات:35-36]
على ترادف الإسلام والإيمان؛ فلا حجة فيه؛ لأن البيت المخرَج كانوا متصفين بالإسلام والإيمان، ولا يلزم من الاتصاف بهما ترادفهما.
والظاهر أن هذه المعارضات لم تثبت عن أبي حنيفة رضي الله عنه، وإنما هي من الأصحاب، فإن غالبها ساقط لا يرتضيه أبو حنيفة، وقد حكى الطحاوي حكاية أبي حنيفة مع حماد بن زيد ؛ وأن حماد بن زيد لما روى له حديث: ( أي الإسلام أفضل؟.. ) إلى آخره؛ قال له: ألا تراه يقول: أي الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان، ثم جعل الهجرة والجهاد من الإيمان؟ فسكت أبو حنيفة ، فقال: بعض أصحابه: ألا تجيبه يا أبا حنيفة ؟! قال: بم أجيبه؟ وهو يحدثني بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم].
  1. الرد على القائلين بالترادف بين الإسلام والإيمان في الإلزام بمن آمن ولم يسلم والعكس

  2. الرد على من يقول بالترادف بين الإسلام والإيمان بالنصوص الدالة على التغاير

  3. كيفية التعامل مع النصوص المتعارضة وعلاقة ذلك بالترادف بين الإسلام والإيمان

  4. رد نصوص إثبات القدر من قبل المعتزلة ورد نصوص الفعل للعبد من قبل الجبرية

  5. معارضة نصوص الصفات من قبل المشبهة والمعطلة

  6. معارضة الرافضة أدلة تفضيل بعض الصحابة